واصلت شركة "ميتا" تسجيل أداء مالي قوي خلال عام 2024، مدفوعة بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدماتها الأساسية، خاصة في مجال الإعلانات الذي لا يزال يشكل العمود الفقري لإيراداتها. ووفقًا لما ورد في تقريرها السنوي الرسمي (نموذج 10-K)، بلغت الإيرادات الإجمالية 164.5 مليار دولار، معظمها جاء من قطاع الإعلانات، بينما استمر قسم الواقع المعزز في تسجيل خسائر كبيرة.
الإعلانات تتصدر المشهد بفضل الذكاء الاصطناعي
بلغ إجمالي إيرادات الإعلانات والخدمات الأخرى نحو 162.4 مليار دولار، أي ما يعادل 98.7% من الإيرادات الكلية. ويُعزى هذا النمو إلى زيادة عدد مرات عرض الإعلانات وارتفاع متوسط سعر الإعلان بنسبة 10%، وهو ما تحقق بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي حسّنت من دقة الاستهداف وكفاءة الحملات التسويقية.
دعماً لهذا التوسع، ضاعفت "ميتا" من استثماراتها الرأسمالية، حيث أنفقت 39.2 مليار دولار خلال عام 2024، ومن المتوقع أن تصل هذه النفقات إلى 65 مليار دولار في 2025. ومن بين تلك الاستثمارات، بدأت الشركة في إنشاء ستة مراكز بيانات جديدة لتعزيز قدراتها في معالجة البيانات ودعم بنيتها التحتية الإعلانية.
قسم "ريالتي لابز": نزيف مستمر في الأرباح
رغم الأداء القوي في قطاع الإعلانات، لا يزال قسم "ريالتي لابز"، المسؤول عن تطوير تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، يُثقل كاهل الشركة بخسائر كبيرة. فقد بلغت خسائره في عام 2024 وحده 17.7 مليار دولار، ليتراكم إجمالي خسائره منذ عام 2020 إلى نحو 60 مليار دولار، في حين لم تتجاوز إيراداته 2.1 مليار دولار، ما يمثل 1.3% فقط من إجمالي إيرادات الشركة. ومع ذلك، تُواصل "ميتا" الاستثمار في هذا المجال باعتباره رهانًا استراتيجيًا طويل الأمد.
أداء تشغيلي قوي وتوزيعات مجزية
سجلت الشركة نموًا لافتًا في دخلها التشغيلي بنسبة 48% ليصل إلى 69.4 مليار دولار، كما ارتفع رصيد النقد وما يعادله إلى 77.8 مليار دولار. هذا الفائض المالي أتاح لها توزيع أرباح نقدية بقيمة 1.3 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2024، ما يعكس متانة وضعها المالي رغم الخسائر في بعض القطاعات.
التوزيع الجغرافي للإيرادات يُظهر فرص توسع واعدة
من حيث الإيرادات حسب المناطق، جاءت الولايات المتحدة وكندا في المقدمة بإيرادات بلغت 63.2 مليار دولار (38% من الإجمالي)، بزيادة 18% عن العام السابق. تلتها منطقة آسيا والمحيط الهادئ بـ45 مليار دولار (27%)، مسجلة نموًا بنسبة 22%.
أما أوروبا، فقد ساهمت بـ38.4 مليار دولار (23%)، في حين جاءت "بقية العالم" في المركز الأخير بإيرادات 17.9 مليار دولار (11%)، لكنها أظهرت أعلى معدلات النمو بنسبة 26% و31% على التوالي، ما يشير إلى آفاق واعدة للتوسع في الأسواق الناشئة.