كشفت شركة "أوبن إيه آي" عن إطلاق أحدث نماذجها في مجال الذكاء الاصطناعي: GPT-4.1 وGPT-4.1 Mini، واللذين أصبحا متوفرين الآن عبر منصة ChatGPT. وقد بدأت الشركة في دمج هذه النماذج الجديدة ضمن واجهة المستخدم، ما يتيح إمكانية استخدامها لكل من المشتركين في الخطط المدفوعة وكذلك للمستخدمين المجانيين.
وجاء هذا التحديث استجابة للطلب المتزايد على أدوات ذكاء اصطناعي متطورة، خاصة في المجالات التقنية مثل تطوير البرمجيات والمهام البرمجية المعقدة. حيث أصبح نموذج GPT-4.1 متاحًا لمشتركي خطط Plus وPro وTeam، بينما يمكن للمستخدمين من جميع الفئات، بما في ذلك المستخدمين المجانيين، الوصول إلى GPT-4.1 Mini. وبالتوازي مع هذا التحديث، أعلنت الشركة عن سحب نموذج GPT-4o Mini من المنصة، في إطار تبسيط التشكيلة المتاحة والتركيز على النماذج الأحدث ذات الأداء الأفضل.
تم تطوير نموذج GPT-4.1 خصيصًا ليلبي احتياجات المطورين، فهو يوفر استجابات أسرع وقدرات محسّنة في البرمجة، تصحيح الأخطاء، وتطوير الويب. ويمتاز هذا النموذج بتفوقه على GPT-4o Mini الذي تم إيقافه، من حيث سرعة الأداء وتنفيذ الأوامر، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمستخدمين الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءتهم التقنية.
ورغم هذه التحسينات، أوضحت "أوبن إيه آي" أن GPT-4.1 لا يُعد من "النماذج المتقدمة" – وهي فئة مخصصة للنماذج التي تقدم قدرات تفاعلية جديدة كليًا – ولهذا لا يُخضع لنفس البروتوكولات الصارمة المتعلقة بالسلامة والتقارير التي تُطبق على تلك النماذج.
وفي تعليق على الجوانب الأمنية للنموذج، أوضح يوهانس هايدكي، رئيس أنظمة السلامة بالشركة، في منشور عبر منصة "إكس" أن GPT-4.1 بُني استنادًا إلى أسس الأمان والتدابير الوقائية التي طُورت سابقًا مع نموذج GPT-4o. ووفقًا لاختبارات الأمان القياسية التي تجريها الشركة، فإن أداء GPT-4.1 يعادل أداء GPT-4o من حيث السلامة، مما يشير إلى أن التطويرات لم تؤدِ إلى إدخال مخاطر أمنية جديدة.
وأكد هايدكي أيضًا أن GPT-4.1، رغم كونه نسخة محسّنة، لا يتجاوز نموذج "o3" من حيث مستوى الذكاء أو أساليب التفاعل، مشيرًا إلى أنه لا يقدم طرقًا تفاعلية جديدة مع المستخدم، وهو ما يُبقيه ضمن التصنيف الحالي للنماذج الآمنة لدى الشركة.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب خطوة سابقة اتخذتها "أوبن إيه آي" بتاريخ 30 أبريل، حيث بدأت تدريجيًا في إيقاف دعم نموذج GPT-4.0 على منصة ChatGPT، بهدف إزالة الغموض لدى المستخدمين وتبسيط الخيارات المتاحة مع التركيز على النماذج الأحدث والأكثر كفاءة.