شهدت العملات الرقمية تراجعاً ملحوظاً اليوم الأربعاء، متخلية عن المكاسب المحدودة التي حققتها في وقت سابق من هذا الأسبوع، وذلك في ظل تصاعد حالة الغموض بشأن سياسات الرسوم الجمركية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي خلقت حالة من الاضطراب في الأسواق العالمية.
وانخفضت عملة "بيتكوين"، التي تعد الأكبر بين العملات الرقمية، بنسبة 2.5% لتصل إلى 83,409.4 دولار، بعد أن كانت قد تجاوزت حاجز 86 ألف دولار يوم أمس الثلاثاء، لكنها لم تتمكن من الحفاظ على هذه المستويات؛ وفقاً لما أورده موقع "كوين ديسك" المتخصص في أخبار العملات المشفرة.
ويواصل المستثمرون تحليل التأثيرات المحتملة لنهج ترامب المتقلب في السياسة التجارية، خاصة بعد تلميحاته الأخيرة بشأن إمكانية تقديم إعفاءات لبعض الرسوم الجمركية، مثل الضريبة المقترحة بنسبة 25% على واردات السيارات الأجنبية. في المقابل، تستمر الإدارة الأمريكية في السعي لفرض رسوم جديدة على واردات تشمل الرقائق الإلكترونية والأدوية.
وفي سياق التصعيد التجاري، لا تزال المنتجات الصينية خاضعة لرسوم جمركية تراكميّة تصل إلى 145%، مما دفع الصين إلى فرض رسوم انتقامية بلغت 125%. وقد ساهم هذا التصعيد في تعزيز المخاوف داخل الأسواق العالمية، وأدى إلى تراجع الإقبال على الأصول ذات التقلب العالي، مثل العملات الرقمية.
ورغم أن "بيتكوين" كثيراً ما تُعتبر ملاذاً آمناً خلال فترات التوتر الجيوسياسي، إلا أن هذا الدور يبدو أنه قد تراجع حالياً، مع تضارب الإشارات القادمة من واشنطن.
أما باقي العملات الرقمية، فقد تكبدت خسائر أكبر من بيتكوين، حيث تراجعت "إيثيريوم"، ثاني أكبر عملة مشفرة، بنسبة 4.6% إلى 1,565.68 دولار. كما انخفضت "XRP" بنسبة 3.6% لتسجل 2.0706 دولار، وهبطت "سولانا" بنسبة 5%، في حين خسرت "كاردانو" 6% من قيمتها، وسجلت "بوليجون" تراجعاً بنحو 2.2%.
ولم تسلم العملات الميمية من التراجع أيضاً، إذ انخفضت "دوجكوين" بنسبة 4.5%، في حين تراجع الرمز الرقمي "$TRUMP" المرتبط باسم الرئيس الأمريكي بنسبة 3%.