تتنافس شركات التكنولوجيا الكبرى بشراسة لاستقطاب ألمع العقول في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يدفعها أحيانًا إلى اتخاذ إجراءات غير تقليدية.
فعلى سبيل المثال، قامت شركة جوجل مؤخرًا بدفع رواتب لبعض موظفيها السابقين رغم عدم تكليفهم بأي مهام، وذلك نتيجة التزامهم ببنود "عدم التنافس" الواردة في عقودهم، والتي تمنعهم من الالتحاق بشركات منافسة مثل OpenAI أو مايكروسوفت لفترة قد تمتد إلى عام كامل.
هذه الخطوة جاءت من وحدة DeepMind التابعة لجوجل، والمسؤولة عن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الشركة. وبموجب هذه البنود، لا يُسمح للعاملين السابقين بالانضمام إلى أي جهة أخرى طوال مدة الحظر، في الوقت الذي تواصل فيه الشركة دفع رواتبهم.
ورغم أن الفكرة قد تبدو مغرية للبعض، إلا أن البقاء بعيدًا عن سوق العمل لفترة طويلة في قطاع يشهد تغيرات سريعة قد يكون له تأثير سلبي على المسار المهني للباحثين.
وقد تناول ناندو دي فريتاس، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت وأحد المدراء السابقين في DeepMind، هذه المسألة في منشور له بتاريخ 26 مارس 2025 على منصة X، مؤكدًا أن العديد من الموظفين السابقين يتواصلون معه بحثًا عن سبل للتخلص من هذه القيود التعاقدية.
وأوضح فريتاس أن هذه البنود تُطبّق بصرامة في المملكة المتحدة، حيث يوجد مقر DeepMind، على عكس ولاية كاليفورنيا التي تحظر مثل هذه الممارسات. وأضاف: "لا ينبغي أن تُمنح أي شركة مثل هذه السيطرة، خصوصًا في أوروبا. هذا يُعد استغلالًا للسلطة ولا يمكن قبوله".
من جهتها، ردّت جوجل بأن شروط "عدم التنافس" لا تُستخدم إلا في حالات محدودة تتعلق بمشروعات شديدة الحساسية، وأن تطبيقها يتم بما يتماشى مع القوانين البريطانية، شرط أن تكون عادلة للطرفين.
في المقابل، عبّر عدد من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي عن قلقهم إزاء تأثير هذه العقود على مستقبلهم المهني، خاصة في ظل الفرص المتزايدة التي تقدمها الشركات الناشئة والمنافسة.
وقال أحد الموظفين المتضررين: "من سيرغب في توظيفك إذا كنت غير متاح إلا بعد عام؟ في مجال سريع التطور كالذكاء الاصطناعي، عام كامل يُعد فترة طويلة للغاية".
