توقع عدد من الخبراء والباحثين في مجال العملات الرقمية أن تحقق عملة بتكوين مستويات غير مسبوقة خلال العقد المقبل، على الرغم من التراجع الحالي في أسعارها وتراجع اهتمام المستثمرين نتيجة التوترات التجارية العالمية.
وفي هذا الإطار، صرّح جو بورنيت، مدير أبحاث السوق في شركة "أنتشيند" الأمريكية المختصة في أبحاث الأصول الرقمية، لمنصة "ياهو فاينانس"، بأن بتكوين لا تزال تتحرك في مسار تصاعدي على المدى الطويل. وأوضح أن هذه النظرة تستند إلى نماذج تحليلية مثل النموذج الموازي ونموذج "بتكوين 24" الذي وضعه مايكل سايلور، وكلاهما يتوقع أن تصل قيمة العملة ما بين 1.8 و2.1 مليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة.
وأضاف بورنيت أن هذه التقديرات تُعد "سيناريوهات واقعية"، وقد تتجاوز هذه الأرقام إذا توفرت بيئة اقتصادية مواتية على المدى البعيد.
من جانبه، يرى آرثر هايز، المؤسس المشارك لمنصة "بيت مكس" ورئيس الاستثمار في شركة "ميلستروم"، أن بتكوين قد تصل إلى 250 ألف دولار بحلول نهاية عام 2025، في حال عودة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى سياسة التيسير الكمي.
وعلى النقيض من هذه الرؤى المتفائلة، تُظهر تحليلات أخرى توجّه المستثمرين حالياً نحو الحذر، حيث يقوم الكثير منهم بإعادة توزيع استثماراتهم بعيدًا عن العملات المشفّرة لصالح أصول أكثر أمانًا مثل الذهب والعملات القوية. وقد أدى هذا الاتجاه إلى تراجع التدفقات نحو صناديق بتكوين المتداولة.
ومنذ بداية عام 2025، تفوق أداء الذهب على بتكوين، إذ ارتفعت أسعاره بأكثر من 23%، في حين خسرت بتكوين أكثر من 10% من قيمتها. كما شهدت أصول الذهب المُرمّز انتعاشًا ملحوظًا، حيث تجاوزت أحجام تداولها حاجز المليار دولار هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى تسجله منذ أزمة البنوك الأمريكية في عام 2023.
ولعبت التطورات السياسية أيضًا دورًا في زعزعة الأسواق. فمنذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم في يناير الماضي، زادت الضغوط على الأسواق المالية بفعل السياسات التجارية الجديدة وفرض رسوم جمركية إضافية، مما أثر سلبًا على شهية المستثمرين للمخاطرة، سواء في الأسهم أو الأصول الرقمية.
ورغم هذه التحديات، يظل المحللون متمسكين بتفاؤلهم حيال مستقبل بتكوين على المدى الطويل، مشيرين إلى إمكانية وصولها إلى مستوى يعادل القيمة السوقية للذهب، المقدرة بنحو 21 تريليون دولار، وهو ما يعني إمكانية بلوغ سعر بتكوين مليون دولار للوحدة الواحدة في حال تحقق هذا السيناريو.