شهدت عملة بيتكوين، الأكثر شهرة بين العملات الرقمية، تراجعاً حاداً في بداية تعاملات اليوم الاثنين، ما يعكس خسائر واسعة في سوق العملات الرقمية بشكل عام. يعود ذلك إلى تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية جديدة على الصين وكندا والمكسيك.
وكان الانخفاض في قيمة بيتكوين ملحوظاً حيث فقدت أكثر من 10% من قيمتها، مسجلة 91,695.8 دولار في التعاملات اليوم. وكانت الخسائر أكثر حدة بالنسبة للعملة الرقمية الثانية في العالم "إيثريوم" (إيثر)، التي تراجعت بنسبة 22.7% لتصل إلى 2,434.84 دولار.
وفقا لمنصة "إنفيستنج" المتخصصة في متابعة تداولات العملات الرقمية، فإن هذه الخسائر جاءت في أعقاب انخفاض العقود الآجلة في وول ستريت بأكثر من 1.5%. ويرجع ذلك إلى توخي المستثمرين الحذر نتيجة تصاعد الأحداث في الحرب التجارية بعد أن فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى تقليص الرسوم على النفط الخام ومنتجات الطاقة الكندية إلى 10%، وتطبيق رسوم إضافية على الصين بنسبة 10%.
من جانبها، تعهدت الدول الثلاث باتخاذ إجراءات مضادة تصعيدية، مما ساهم في تراجع ثقة المستثمرين وزيادة خوفهم من المخاطرة في العملات الرقمية. كما أن عملة "إس ترامب" الرقمية، التي أطلقها الرئيس الأمريكي في يناير، تعرضت بدورها لخسارة تجاوزت 15%، لتسجل انخفاضاً حاداً عند 16.349 دولار.
وتعتبر منصة "إنفيستنج" أن فرض ترامب للرسوم الجمركية قد أطاح بالتفاؤل الذي كانت قد أطلقته اللوائح التنظيمية المشجعة للعملات الرقمية عقب انتخاب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة. فقد تسببت الأوامر التنفيذية الأخيرة لترامب، التي تتعلق بوضع إطار عمل تنظيمي للعملات الرقمية، في إثارة حماس كبير في السوق.
في الوقت ذاته، أدت الرسوم الجمركية إلى زيادة المخاوف في أسواق المال العالمية، بينما دفع الدولار الأمريكي إلى الاقتراب من أعلى مستوى له في شهر. ورغم هذا، فإن المستثمرين ظلوا يتجهون نحو الدولار كملاذ آمن، وإن كان هناك إقبال متزايد على بعض الأصول الآمنة الأخرى.
وقد حذر المحللون من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى موجة تضخمية قد تضر بنمو الاقتصاد الأمريكي، في الوقت الذي قلصت فيه الآفاق المتعلقة بإمكانية خفض المزيد من الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.