طورت إحدى شركات الاتصالات البريطانية نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي يُدعى "ديزي"، والذي يمكن وصفه بـ "الجدة الذكية" المصممة لإبقاء المحتالين على الهاتف لأطول فترة ممكنة. مهمتها هي إشغال المحتالين بالمحادثات حول مواضيع خيالية مثل المشاريع المزيفة أو الدراما العائلية المفبركة، وذلك بهدف إضاعة وقتهم وحماية الأشخاص الحقيقيين من الوقوع في فخ الاحتيال.
وتعد "ديزي" جزءًا من حملة "Swerve the Scammers" التي أطلقتها الشركة البريطانية لمكافحة ظاهرة المكالمات الاحتيالية التي تتزايد بشكل ملحوظ. لكنها ليست مجرد روبوت محادثة عادي؛ بل هي نظام ذكاء اصطناعي متطور يمكنه إجراء محادثات واقعية تشبه تمامًا المحادثات البشرية. حيث تقوم ديزي بالاستماع، المعالجة، والاستجابة في الوقت الفعلي، مما يجعل المحتالين يظنون أنهم يتحدثون مع شخص حقيقي.
لزيادة فعالية ديزي، تعاونت شركة O2 مع جيم براوننج، أحد المحتالين المعروفين على يوتيوب، الذي ساعد في تدريب الذكاء الاصطناعي على استخدام استراتيجيات فعّالة لزيادة إقناعها.
ما الهدف من إنشاء ديزي؟
تشير الأبحاث إلى أن 7 من كل 10 بريطانيين يرغبون في الانتقام من المحتالين، لكنهم لا يريدون إضاعة وقتهم في ذلك. هنا يأتي دور "ديزي" التي تبذل جهدًا كبيرًا في الرد على المكالمات المشبوهة وإبقاء المحتالين مشغولين لفترات قد تصل إلى 40 دقيقة، مما يمنعهم من استهداف ضحايا حقيقيين.
لكن مهمة "ديزي" لا تقتصر على إضاعة وقت المحتالين فقط؛ فهي أيضًا أداة توعوية للجمهور. فقد تعاونت مع نجمة تلفزيون الواقع إيمي هارت، التي خسرت مبلغ 5000 جنيه إسترليني بسبب عملية احتيال، لزيادة الوعي حول التكتيكات الاحتيالية الشائعة وسبل التعرف عليها وتجنبها.
وفي ذات الوقت، تواصل الشركة جهودها في حجب ملايين المكالمات والرسائل النصية الاحتيالية كل شهر، وتشجع الأشخاص على الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة عبر إرسال الرسائل إلى الرقم 7726، وهي خدمة مجانية. كما تسعى الشركة إلى دفع تغييرات أوسع مثل تعيين وزير مختص لمكافحة الاحتيال وتشكيل فريق عمل وطني للتصدي لهذه الظاهرة.
إن عمل "ديزي" يسلط الضوء على أن الاحتيال قد يصيب أي شخص، ولكن باستخدام الأدوات المناسبة والوعي، يمكن الوقوف في وجه هذه الظاهرة. فإذا تلقيت مكالمة مشبوهة، تذكر أن تغلق الهاتف وتبلغ عنها، ودع "ديزي" تأخذ زمام الأمور؛ فهي تمتلك الوقت الكافي للدردشة، والمحتالون لن يكونوا قادرين على مواجهة صبرها اللامتناهي.