عرفت فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على أنها فترة مواجهة مباشرة مع مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وصلت الأمور في البداية إلى حذف و فرض رقابة على تدويناته و تغريداته المثيرة للجدل خصوصا على تويتر، قبل أن يوقع أمرا تنفيذيا عقابيا برفع الحصانة عن منصات التواصل الاجتماعي، ثم انتهاء بحذف حساباته نهائيا من هذه المنصات حتى بعد نهاية الانتخابات الرئاسية و ولايته على رأس البيت الأبيض.
لكن من الواضح أن دونالد ترامب لن يستسلم و لن يتوقف عند هذا الحد، حيث يعتزم الرئيس السابق العودة إلى ساحة السوشيال ميديا بفكرة غير مسبوقة، و يتعلق الأمر بإنشاء منصة تواصل اجتماعي خاصة به، يمكنه جمع أنصاره عبرها و التواصل معهم بكل حرية من دون القيود التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، فبحسب تصريح لمستشار ترامب "جايسون ميلر" لقناة فوكس نيوز الأمريكية فإن "موقع التواصل الاجتماعي الجديد الخاص بترامب سيكون أكثر وسائل التواصل الاجتماعي شعبية. سيعيد تعريف اللعبة بالكامل ، وسينتظر الجميع ويشاهدون ما يفعله الرئيس ترامب"، فيما أشار إلى أن المنصة الجديدة ستكون جاهزة في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر.
و يعتبر هذا حلال جيدا بالنسبة لترامب الذي ليس له أي أمل للعودة من جديد إلى مواقع التواصل الاجتماعي التقليدية، حيث كان المدير المالي لتويتر "نيد سيغال" قد حل ضيفا على أحد البرامج الحوارية على قناة CNBC الأمريكية في فبراير الماضي و أكد أن حظر دونالد ترامب على تويتر هو أمر دائم و ليس مؤقتا، حيث قال"الطريقة التي تعمل بها سياساتنا ، عندما تتم إزالتك من المنصة ، تتم إزالتك من المنصة ، "سواء كنت معلقًا ، أو مديرًا ماليًا ، أو كنت مسؤولًا عامًا سابقًا أو حاليًا . تذكر أن سياساتنا مصممة للتأكد من أن الأشخاص لا يحرضون على العنف ، وإذا فعل أي شخص ذلك ، فعلينا إزالتهم من الخدمة وسياساتنا لا تسمح للأشخاص بالعودة".
و كانت تويتر قد رفضت مثلا السماح بإلتفاعل مع التغريدة الأخيرة لدونالد ترامب و التي هي عبارة عن فيديو وجهه لمناصريه الذين اقتحموا مبنى الكونغريس الأمريكي، سواء كان ذلك عن طريق اللايك أو التعليق أو إعادة التغريد، و طالبت بحذف ثلاث تغريدات من حسابه و إلا فإن الحساب سيظل محظورا عن النشر و التفاعل، كما أنها أشارت أنه في حالة نشر تغريدات مخالفة فإنه سيتم حظر الحساب بشكل نهائي، و ذلك قبل أن يتم حذف الحساب فعلا بشكل نهائي قبل أيام قليلة من مغادرة ترامب و استلام جو بايدن لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
