يبدو أن الأمور سائرة في التحول إلى حرب تجارية عالمية بعد أن كانت فقط حربا تجارية محصورة بين الولايات المتحدة الأمريكية و الصين في بعدها التقني، خصوصا بعد صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم، و يبدو أن الحظر الأمريكي و الأوروبي على هواوي لن يمر مرور الكرام.
و كانت هواوي الصينية قد واجهت منذ شهور حظر أمريكي حاد جدا أثر كثيرا عليها و على مبيعاتها خاصة على مستوى صناعة الهواتف الذكية، لكن هذا الحظر توسع ليشمل عددا من الدول الأوروبية خصوصا منها الحليفة لأمريكا و قد يشمل دولا أخرى كأستراليا و نيوزيلاندا أو كذلك كندا في مسعى من السلطات الأمريكية للتضييق أكثر على الشركة الصينية.
و تمخضت الضغوط الأمريكية عن استثناء شركة هواوي من لائحة الشركات التي ستساهم في تطوير شبكات الاتصالات و خصوصا الجديدة 5G في بريطانيا، حيث سيكون على فاعلي الاتصالات في المملكة المتحدةعدم شراء أي تجهيزات جديدة من الشركة الصينية بحلول نهاية العام القادم، كما سيتم استبدال التجهيزات الموجودة حاليا في الشبكات بشكل تدريجي إلى غاية عام 2027، فيما أشارت تقارير صحفية إلى أن إيطاليا قد تحظر بدورها مشاركة هواوي في بناء شبكة الجيل الخامس في البلاد.
لكن يبدو أن الرد الصيني على استهداف شركة هواوي لن يتأخر، حيث أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الاقتصادية الأمريكية عن مصادر مقربة من أصحاب القرار في الصين، أن هذه الأخيرة قد ترد على الحظر الأوروبي في حالة توسعه ليشمل دول جديدة بمنع تصدير معدات كل من شركتي نوكيا الفنلندية و إريكسون السويدية المصنعة في مصانعهما في الصين، و هو ما قد يتسبب في خسائر فادحة للشركات الأوروبية.