يبدو أن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك اضطر أخيرا للاعتراف بالمخاطر التي يتسبب بها للكثير من المسنخدمين والتي تؤدي في حالات كثيرة إلى الانعزال والاكتئاب بل حتى إلى الانتحار في بعض الحالات، وجاء هذا الاعتراف على خلفية الاتهامات الأخيرة التي وجهت له على لسان عدد من المسؤولين السابقين فيه.
وجاء هذا الاعتراف من "ديفيد غينسبرغ/ David Ginsberg" مدير الأبحاث في شركة فيسبوك، حيث أشار إلى أن حجم أضرار موقع التواصل الاجتماعي على الصحفة النفسية والبنية الاجتماعية ترتبط بالطريقة التي يتم بها استخدام هذا الموقع، حيث أنه شدد على أن إدمان فيسبوك أمر غير صحي، لكنه بالمقابل وفي البيان الذي تم نشره على لسانه في المدونة الإلكترونية الرسمية لفيسبوك واعتمادا على بحث سابق تحدث عن بعض الإيجابيات.
ويتعلق الأمر بالاستخدام المعتدل وبعض السلوكيات من طرف المستخدمين تقي من هذه الأضرار، فإدمان مشاهدة أخبار ومحتوى الأصدقاء على فيسبوك قد يؤدي غالبا إلى مقارنات اجتماعية وهو ما قد يتسبب في الشعور بالدونية وعدم الرضى عن الحياة الاجتماعية، لذلك ينصح بالابتعاد عن الموقع قليلا وعدم الارتباط به لفترات طويلة، كما ينصح كذلك بالتواصل مع الأصدقاء من خلال الرسائل باستمرار لأن التواصل يحسن من مزاج المستخدم بالإضافة إلى نشر المحتوى الإيجابي.
وكان "Chamath Palihapitiya/ تشاماث باليهابيتيا" المدير التنفيذي السابق في شركة فيسبوك، وجه مؤخرا انتقاذات لاذعة لفيسبوك، حيث أشار إلى أنه يشعر بذنب كبير بسبب مشاركته في صناعة مواقع التواصل الاجتماعي والتي وصفها بالأدوات التي تقوم بهدم البنية المجتمعية، كما أشار إلى أن الكثير من المسؤولين والموظفين من زملائه الذين سبق لهم العمل في فيسبوك عبروا له عن نفس الشعور.
و ألقى تشاماث باليهابيتيا كلمة في شهر نوفمبر الماضي أمام طلاب على هامش مشاركته في فعالية نظمتها كلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال بجامعة ستنافورد الأمريكية، حيث حذر الطلاب بأن مهمة وسائل التواصل الاجتماعي هي برمجة الناس وتدمير المجتمع والتحكم فيه بواسطة الكذب والخداع المنتشر فيها محيلا على مثال قضية تورط روسيا في حملات إعلانية موجهة للتأثير في الرأي العام الأمريكي خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، رافضا حصرها فقط في الصراع الروسي الأمريكي.
كما أوصى المسؤول السابق في شركة فيسبوك الحضور بالابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فيسبوك مشيرا إلا أنه لا يستخدمها شخصيا ولا يسمح لأطفاله بذلك، وكان تشاماث باليهابيتيا قد عمل في الشركة منذ العام 2007 قبل أن يستقيل في العام 2011 ليتفرغ لتأسيس شركته الخاصة، كما ولا يعتبر أول مسؤول سابق في فيسبوك يخرج بكلام مشابه.