كما كان متوقعا و كما أشارت لذلك الكثير من التقارير الصحفية في السابق، فإن الأخبار السيئة لشركة هواوي قد جاءت من المملكة المتحدة، و يتعلق الأمر بقرار السلطات البريطانية الإزاحة الكاملة لجميع تجهيزات شركة هواوي من شبكاتها للاتصالات، بما فيها شبكات الاتصالات من الجيل الخامس 5G.
و تعد بريطانيا واحدة من أهم الدول في استراتيجية شركة هواوي لإنشاء و تطوير شبكات الاتصالات 5G، وكان تقرير لصحيف التليغراف البريطانية خلال بداية شهر يوليوز أشار إلى أن السلطات في المختصة في المملكة المتحدة تعمل على دراسة اقتراحات جديدة تهدف إلى إنهاء مشاركة هواوي في ملف إنشاء شبكة 5G و كذلك سحب جميع التجهيزات الخاصة بالشركة في هذه الشبكة في أفق الشهور الستة المقبلة.
لكن يبدو أن السلطات البريطانية مرت للسرعة القصوى، باستجابتها للضغوطات الأمريكية من أجل استثناء شركة هواوي من لائحة الشركات التي ستساهم في تطوير شبكات الاتصالات و خصوصا الجديدة 5G، و هكذا فإن فاعلي الاتصالات في المملكة المتحدة سيكون عليهم عدم شراء أي تجهيزات جديدة من الشركة الصينية بحلول نهاية العام القادم، كما سيتم استبدال التجهيزات الموجودة حاليا في الشبكات بشكل تدريجي إلى غاية عام 2027، و هو القرار الذي بررته السلطات البريطانية بمخاوف التجسس الصينية على شبكات الاتصالات في البلاد، لكنها أشارت إلى أن الخطوة الجديدة سيكون لها انعكاسات سلبية على تطوير شبكة 5G في بريطانيا، حيث تشير إلى أن ذلك قد يتسبب في تأخر الخطط الموضوعة في هذا الصدد بحوالي ثلاث سنوات عما كان مقررا، بالإضافة إلى زيادة 2 مليار جنيه استرليني عن الكلفة النهائية.
و يبدو أن هذه ستكون الضريبة الأولى فقط التي تدفعها الشركة الصينية في أوروبا بسبب الضغوطات الأمريكية، فقد أشارت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية في وقت سابق من الشهر الحالي إلى أن إيطاليا بدورها تسير في طرق القيام بقرار مشابه لقرار بريطانيا من خلال استثناء شركة هواوي في خططها لإشاء شبكة 5G في البلاد، و أن وزير الخارجية الإيطالي التقى بالسفير الأمريكي في البلاد من أجل التباحث في هذا الموضوع.
